booked.net

صفات البيارتة المغاربة والمشارقة من خلال أسمائهم وألقابهم

 صفات البيارتة المغاربة والمشارقة من خلال أسمائهم وألقابهم:

حملت العائلات البيروتية الكثير من الصفات والألقاب والمهن على غرار العائلات اللبنانية والعربية، وقد تميزت العائلات البيروتية بحمل أسماء مركبة، مما دعا هذه العائلات أو بعضها لأن تتخلى عن هذه الأسماء المركبة والاكتفاء باسم عائلة واحدة - كما سنرى بعد قليل - كما أن العديد من العائلات تشعّبت إلى فروع جديدة بأسماء جديدة نتيجة للقب أو لمهنة أو لمنطقة ولسبب أو لآخر، كما تغيرت عبر التاريخ اسم العائلة أو كيفية نطقها أو لفظها، غير أنها استقرت بشكل نهائي في صيغتها الحالية مع الإحصاء السكاني الذي أجرته السلطات الفرنسية بالتنسيق مع المختارين عام (1932م). ويمكن أن نعطي نماذج عن صفات البيارتة وتحول أسماء عائلاتهم وألقابهم من خلال النماذج التي تشير إلى دور البيروتي في ميدان الرباط والقتال والقوة، منها على سبيل المثال العائلات التي حملت الألقاب التالية:
أبو النصر، الأغر، الإمام، الأسير، كسى الأسير، البطل، البلعة (الرجل القوي الأكول) حِجال، حرب، عفرة (الرجل القوي)، العاصي، الجدع المصري (الجريء)، عبلا (الرجل ضخم الذراعين القوي)، شاتيلا، شوربجي، شانوحة (الرجل القوي عريض المنكبين)، الحسامي والحسامي الشعار (من الحسام من أمراء العهد المملوكي)، الفحل، قدورة (من القدرة)، القوتلي (من القوة)، الداعوق (الرجل القوي شديد البأس والوطأة)، القاضي الداعوق، الداعوق اللبان، دوغان (الصقر الصغير)، دياب (ذئاب)، صبح، صقر، صعب، القرى بدران أو القرى أصلان (أسد أسود)، قرانوح (الطائر الأسود)، قراقيرة (آلة النفخ - النافخ الأسود)، القرق (الجندي حامل الرقم أربعين) وأسرة القرق من نسل بربر آغا، أما قراقوش وهي أسرة ليست بيروتية بل أيوبية فإنها تعني العقاب الأسود، الكوش (العقاب الطائر) نجا والعجم نجا (جاهد وقاتل ثم نجا)، يموت ويموت سُنَّه ويموت النحاس (أقسم على الجهاد حتى يموت)، فخري (من الافتخار) حوت وبولاد الحوت، دبيبو (ضخم مثل الدب)، الطويل، العيتور (الرجل القوي من العتر والعتار)، الفيل (الرجل الضخم)، الغول (لضخامته وهم أساساً من آل البابا)، العيتاني (الرجل العاتن القوي الشديد البأس) وتفرع من عائلة العيتاني عائلة الحص بمعنى حص اللؤلؤ أو القطعة الصغيرة من الفاكهة، أو بمعنى اللؤلؤ. كما تفرع من العائلة بيهم؛ أي: أبو الفقراء، أما اللاوند فهم فرسان البحر (لافندينو)، الجمل (هامته وضخامة جسمه كالجمل) الجمّال، عزو (من العزة)، العتريس (الرجل القوي الغاضب)، الطبش (الرجل الطويل الشبيه بالخشبة الطويلة التي يضرب بها الأولاد) الوتار. وفي الوقت الذي حملت عائلة بيروتية اسم حرب، نرى أن عائلات أخرى حملت لقب سلام، (سلام عدة فروع)، وأخرى حملت لقب الصلح. وفي إطار المناصب السياسية والعسكرية والمدنية حملت أسرة المخزومي لقب سلطاني، وحملت أسر أخرى لقب الآغا والأمير، ولقب الباشا، وباش، والسيد، والشاويش، والنقيب، والجندي، والقلعجي، والدالاتي (الجنود الفدائية) والهواري (العسكري الذي يتقدم الجيوش) والفداوي (أي الفدائي) سربيه (نقيب البكوات)، سردار (نقيب الدار)، دفتر دار (مسؤول حسابات الدار الأميري أو السلطاني)، سردوك (نقيب المغازل أو المسؤول عن الصقور) وكشلي نسبة إلى السلطان كشلي خان، والشجعان؛ أي: السجعان، المنصور، عالية، عليوان وعلوان (من العلو والشهامة)، والعلايا والعلايلي (الشخص السامي المرتفع المكانة، وهي أسرة اشتهرت بالجهاد والرباط) ترتبط مع عائلة حطب بصلة نَسَب، التنير (تنير البحر، وهو الذي يضرب عموداً من البحر إلى الأفق ويحدث صوتاً عظيماً)، الأرناؤوط (المقاتلون الألبان)، شبارو (الرجل المقاتل والمعطاء)، شاهين (الطائر المفترس).
ومن خلال دراسة أسماء بعض العائلات البيروتية تظهر ملامح الإيمان والتقوى، منها على سبيل المثال:
الأزهري، بركات، بكداش (الطريقة البكتاشية)، البدوي (نسبة لسيدي البدوي)، التقي، جمال الدين، الحنفي، الحنبلي، الحافي الزاهد، الحجازي، خالد وخالدي (نسبة إلى خالد بن الوليد)، رمضان، رجب، الجارودي (نسبة إلى الطريقة الجارودية)، الرفاعي (الطريقة الرفاعية)، الزاهد، سنو وسنو يموت وسنو النحاس (في الأصل آل سَنَه نسبة إلى سنّة الله ورسوله)، شعبان، شهاب الدين، الشافعي، الشريف، الصفح، صالحة (وهم من آل الحكيم)، صب الدين (أصاب الدين)، طبارة (نسبة إلى سيدي تبارة في المغرب) الطيارة والطيارة العجوز (نظراً لتدينه فإن روحه طيارة)، فرشوخ وفرشوخ مسالخي (شيوخ وأمراء من العهد الأيوبي)، فتح الله، فتح الله الشيخ، فتح الله المفتي، فتح الله غندور، القاضي، عز الدين، كساسير (الشيخ أحمد كسى الأسير)، الكيلاني (الطريقة الكيلانية)، محرم، المكي، المدني، مومنة (مؤمنة) محجوب (من الحجاب)، المجذوب (المتدين المجذوب لله)، الصمدي (نسبة إلى الآية الصمدية)، ياسين (نسبة لسورة يس)...
وبرز منذ العهد العباسي الجد الأول لآل نعمان ونعماني وهو الأمير نعمان بن عامر بن أرسلان الذي تولى عام (257هـ 871م) حكم بيروت وصيدا. كما برز في العهد المملوكي أسرة سنجر التي تعود بجذورها إلى الأمير سنجر الشجاعي الذي قام بمهمة تحرير بيروت من الإفرنج عام (690هـ 1291م). وبرزت أسرة المدور الأندلسية في ميدان العلم والجهاد والرباط، (وانقسمت إلى مسلمين ومسيحيين) كما برزت أسرة نجا في عهد صلاح الدين الأيوبي.

وانفصلت عن العائلات البيروتية عائلات جديدة اتخذت منذ العهد العثماني أسماء لها المهن التي عملت بها، غير أنها تميّزت في الوقت نفسه بكثرة علمائها ومشاركة أفراد منها في الرباط والجهاد دفاعاً عن بيروت، منها على سبيل المثال:
بتكجي، البربير (أي: الحصري أو الحبال)، بواب، بوتاري، توتنجي (صانع التبغ) الشعار الحسامي، الجمّال، الجابي، الحشاش (قاطع الحشيش)، الحريري، حلاق، حداد، حداد الشامي، حوري (تأتي صفة للشخص الذي يحمل عيون كبيرة حوراء، وتأتي مهنة للشخص العامل في خشب الحور)، حلواني، حنو (حنّة)، الخانجي (صاحب الخان)، الخياط، دبوس، الداية، الراعي، الرواس، زعني أو المكحل الزعني (المكحل للعيون والماشط للعروس أو للعريس)، زيات، ساعاتي، سروجي، سطوحي، السماك، السواس، سنجقدار (مسؤول عن السنجق)، السيوفي، شبيب العشي، شبقلو (شبقجي)، شدياق (رتبة دينية مسيحية في الأصل)، الصباغ، الصايغ، الصندقلي، الصانع، الطبال، الطبيلي، عساف، العشي، عضاضة، عقاد (سلام العقاد)، علبي، الغلاييني (الترك، محيو) والغلاييني هو العامل في الغليون أحد أنواع السفن، فاخوري، فانوس، فاكهاني ويونس الفاكهاني، القاطرجي (المكاري)، القباني (من القبان)، (آل القباني في بيروت عدة فروع) قراقيرة (النافخ الأسود بإحدى الآلات الصناعية)، القرقوطي، قزاز، قصاب، قصار، قصقص، قضماني، القطان، قواص، القوزي (الكوزي صانع الكوز الفخار، كما أن القوزي بالفارسية تعني الأحدب)، الكبة اللحام البغدادي، الكعكي، الكعكاتي، الكوسى، الكيالي، اللبان الداعوق، اللبان، سميسمة، اللحام، لبابيدي، لاوند (فرسان البحر)، المبيض، مسالخي (فرشوخ مسالخي) مشاقة وبلوز مشاقة (ماشق الحرير)، مغربل، مكاري، مكوك (وعاء للحبوب في العهد العثماني يتسع لـ(61) كيلو غرام من القمح)، منجد، ميقاتي، محصماني، مكنية (مكَّنيها؛ أي: تمكين الحبال في الصناعة)، ناطور، النحاس، النحيلي، النجار، النصولي (صانع النصول والسهام، وتطلق أيضاً على من يغسل الميت)، النقاش، بحصلي (نسبة إلى منطقة بحصة بجوار دمشق)، جدايل (من يجدل الحبال أو الخيوط وهم فرع من آل أبو الجود)، جنيناتي وسواهم.
ولا يمكن أن ننسى أسماء أسر بيروتية حملت ألقاباً لطيفة ومحببة مثال ذلك:
أبو الخدود، بنات، برغوت، بيهم (أبو الفقراء)، بردقاني، درويش (المتواضع)، كلش وتعني: اللذيذ، وشلبي وتعني: اللطيف، ومنيمنة وتعني: الشاب المنمنم، قصير، الطويل، وقرنفل؛ أي: مثل رائحة القرنفل، وسكر وهو الشاب الطيب كالسكر، حبّوب (الشاب المحبوب)، الأنسي السجعان (من الأنس)، بدران (من البدر)، بعيون (أبو العيون الجميلة)، الأبيض وبيضون (الشاب الأبيض)، حنتس (الشاب الأسمر)، الدح (الشيء الجميل الذي يتلهى به الطفل)، دريان (من شدة الدراية)، الدنا (الشاب القريب من الناس)، دندن (الشخص الذي يدندن، وتعود الأسرة بِنَسَبها إلى الأمير دندن في العهد العثماني)، العدو (عدو نفسه أو من العدوة في المغرب)، الظريف، العريس، زنتوت العريس، عيدو (من العيد)، الغالي، غندور، فانوس، فايد (من الفائدة)، فليفل، كريّم، المبسوط، محب، دبيبو (الشاب الذي يدب على الأرض دباً)، زغلول (إشارة إلى رشاقته)، الجميل (إشارة إلى جماله)، الحلو (إشارة إلى جماله أيضاً)، حلاوي (من الحلاوة والجمال)، قمر وقمورية (الشخص الجميل الذي يشبه القمر)، بدر (مثل القمر عندما يكون بدراً)، كنيعو (مقفع اليد والأصابع)، كتوعة (الأكتع)، دعبول (رجل مدعبل)، السلحوت (حامل السلاح الصغير)، سعادة (من السعد)، صفصوف (تأتي بمعنى المنتظم والمستوي في حياته من صفصف، وتأتي كنوع من أنواع الطيور)، شرنقة (الذي يختفي ويشبه الشرنقة)، سريج أو سراج (الرجل المنير كالسراج)، فرحات (من الفرح)، والوتوات (من الوتوتة)، الكستي (مشتق من الكست وهو القسطل، نبات من أنواع البلوط يؤكل مشوياً)، مروش (وهو الشاب الذي مرش المطر وجهه وهكذا بالنسبة للأرض، ويقال عن الطرش: المروش)، فوعاني (من الفوعة؛ أي: الرائحة الطيبة)، مجبور (من كسر عظمه وجبر، فهو مجبور)، توتيو، الفتى. وسواها من عائلات.
ومن الأهمية بمكان القول ظهور حرفي "الواو" و"النون" في أواخر أسماء بعض العائلات البيروتية مثل: بعيون، بيضون، جنون، وهي صيغة مغربية للعديد من الأسماء مثل: خلدون، زيدون، سعدون، حمدن، عبدون، عيشون، عدرون، وهبون...
بالإضافة إلى أنه نتيجة لدراستي لسجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة لفت انتباهي حرف "التاء المربوطة" أو "الهاء" في أواخر أسماء العديد من العائلات البيروتية التي تغيّر بعضها إلى حرف "الواو". وسأشير إلى أسماء هذه العائلات وهي:
استيتيه، الأسطه، حماده، حسونه، حمزه، حنه، خرمه، دبيبه، ديه، ربعه، سعاده، سميسمه، سنه، سوبره، شانوحه، شباره، شبقله، طباره، طياره، عاليه، عبله، عضاضه، عفره، قدوره، القره، كتوعه، كريمه، كسته، كنيعه، محيه، مشاقه، مكنيه، منيمنه، مومنه، هدبه، زبيبه وسواها.
ونتيجة للدرس فقط تبين لي أن حرف "الهاء" في آخر أسماء بعض هذه العائلات قد تغيرت إلى "واو" وهي الأسر التالية:
حنه = حنو، دبيبه = دبيبو، سنه = سنو، شباره = شبارو، شبقله = شبقلو، كنيعه = كنيعو، محيه أو محيي = محيو، كما أن عائلة عبد وعبيد تحولت إلى عبيدو، وعائلة عيد تحولت إلى عيدو، وعائلة زبيب أو زبيبه تحولت إلى زبيبو، وقد لاحظت من خلال تتبعي لوثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت أن عائلة مشاقة كانت في الأصل مشاقو بلوز، فاستقرت مشاقة وما تزال، علماً أن فرعاً منها ما يزال يحمل لقب مشاقو. كما أن بعض أفراد من أسرة شبارو، ما يزال يذكر على تذاكر هوياتهم لقب "شباره".
ويرى البعض دون سند علمي أن الأسرالتي حملت في أواخر أسمائها حرف "الواو" هي أسر كردية الأصل؛ لأن أكثر الأسرالكردية تنتهي أواخر أسمائها بحرفي الراء والواو، مثال: "فخرو"، غير أنني لا أميل إلى هذا الرأي، بل إنني أفنّده علمياً؛ لأن العائلات المشار إليها هي عربية مغربية الأصول. وأعيد السبب إلى هذا التحول في أسماء هذه العائلات البيروتية وبعض العائلات اللبنانية إلى انتشار اللغة واللهجة التركية في بيروت منذ عهد المماليك، وتزايد انتشارها بين البيارتة والشاميين في العهد العثماني (1516 - 1918م)، ذلك أن الأتراك يضخمون أواخر الكلمات والمصطلحات والأسماء مثال ذلك في الكلمات التالية:
سعادة = سعادتلو، حضرة = حضرتلو، المفتي = فتوتلو، عزة = عزتلو، رِفعة = رفعتلو، فضيلة = فضيلتلو.
لذلك ونتيجة لتأثر العائلات البيروتية بتلك اللغة واللهجة التركية، ونظراً لتعاطي هذه العائلات مع السلطات العثمانية بسبب تبوّأ بعض أفرادها مناصب إدارية في إدارات الدولة، الأمر الذي أدى إلى تحول أواخر أسمائها دون العائلات الأخرى.