booked.net

ذكرى نكبة فلسطين

مرت ستة و ستون عاماً أليمة على الأمة العربية منذ نكبتها الكبرى في فلسطين. وكأن اتفاقية سايكس- بيكو في عام 1916 التي كانت تفاهماً سرياً بين فرنسا والمملكة المتحدة بموافقة من الامبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، والتي قسمت العالم العربي إلى كيانات هجينة، لم تكن كافية لتقطيع أوصال هذه الأمة، فأتى وعد بلفور الذي عبرت عنه الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور في 2/11/1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد ويشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، بحيث يكون بمثابة جرثومة سرطانية في قلب الوطن العربي تفتت كياناته المجزأة. وقد صدر هذا الوعد في وقت كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد سكانها، أي أنه " وعد من لا يملك لمن لا يستحق ".
 وفي 15 أيار 1948 ، كانت بداية النكبة الفلسطينية، على الرغم من أن المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني كانت بدأت، قبل هذا التاريخ، بهجوم عصابات صهيونية إرهابية على قرى وبلدات فلسطينية، اشاعت الذعر بين سكانها، وفتكت بهم،  وانتهت بطردهم منها. وفي هذا العام المشؤوم، خسر الشعب الفلسطيني أرضه ووطنه، وبدأت الأمة العربية صراع وجود مع الكيان الصهيوني الوليد. ففي هذا العام ارتكبت العصابات الصهونية عشرات المجازر ضد الفلسطينيين ودمرت أكثر من 500 قرية وحولت المدن الفلسطينية الرئيسة الى مدن يهودية واستبدلت أسماءها العربية بإسماء عبرية، وطردت حوالي 750 ألف فلسطيني تحولوا إلى لاجئين خارج وطنهم.
 وشكلت الدول الكبرى، ذات التاريخ الاستعماري، مظلة لهذا الكيان الغاصب، فبادرت إلى الاعتراف به، كي يشكل رأس حربة لها تحول دون تحقيق أحلام الأمة العربية بالوحدة. وتحول تدريجياً إلى عبء ثقيل عليها، يبتزها ويستهتر بالمواثيق والقرارات الدولية.
 لكن الشعب الفلسطيني البطل الذي رفض الاستسلام للأمر الواقع، واصل الكفاح والمقاومة والانتفاضات، على الرغم من الاعتقلات والاغتيالات، والحصار، وبناء جدار فاصل عنصري، وإقامة عدد كبير من المستوطنات ومحاولة تهويد المقدسات.
وتمكنت الانتفاضة الثانية في عام 2000 من صد الآلة العسكرية الصهونية ومنعها من إعادة احتلال غزة، كما مكن صمود الفلسطينيين داخل الكيان الصهوني من وضع حد لعربدة هذا الكيان الغاصب.
    وإننا إذ نحيي صمود أهلنا الفلسطينيين تحت الاحتلال وفي غزة ورام الله ودول الشتات، ندعو الأمة العربية إلى إبقاء قضية فلسطين قضية العرب المركزية، ورفض كل تسويات لا تؤمن حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة.
     وتتطلع بيروت إلى اليوم الذي تتحرر فيه القدس من رجس الأقدام الصهونية الهمجية، وتعود عاصمة لدولة فلسطين العربية، ففيها ولد السيد المسيح، وإليها أسري بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها عرج إلى السماء. إنها أولى القبلتين و ثالث الحرمين، وإليها تتوجه عيون المؤمنين.
صدر في 15/5/2014