هال اتحاد جمعيات العائلات البيروتية ما شاهده خلال الأسبوع الفائت، من حملة مبرمجة على سعادة محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، في إحدى الصحف المحلية وما يدور في فلكها السياسي، بغلاف «صلاحيات» المحافظ ودوره في المحافظة. لقد انتظر الاتحاد خمسة أيام، وقرّر في البداية عدم التعليق على هذه الحملة الظالمة، إفساحاً في المجال أمام صحوة ضمير من المرجعية السياسية التي تدير الصحيفة أو من مسؤوليها التحريريين الذين نحترمهم. أما وقد استمرت الحملة، فكان لا بدّ لنا أن ندخل على الخط لتوضيح نقاط عدّة، وجب شرحها.
أولاً، إن المحافظ محمد مكاوي، إبن بيروت البارّ، مشهود له بالنزاهة والكفاءة ونظافة الكف، وتمسكه بالقوانين اللبنانية التي قضى سنوات عمره في دراستها وتطبيقها في كل المواقع القضائية والإدارية التي استحقها بجدارة. وعليه، فهو لن ينجرّ تحت أي ضغط، إلى خرق القانون كرمى لعيون شخصية سياسية متنية أو غيرها. هو يساير الجميع أدبياً واجتماعياً، وهذه أخلاقه، ولكنه لا يخالف القانون.
ثانياً، تبين لنا أن الحملة الإعلامية على المحافظ، سببها أنه رفض أن يخرق القانون في قضية استقالة عضو بلدية في بلدة متنية عزيزة عليه وعلينا. ونحن نرى أنه لا يستطيع أن يمحو بشحطة قلم استقالة عضو في البلدية «وكأن شيئاً لم يكن». فهذا أمر غير قانوني. لا يتجاوز المحافظ القوانين من أجل خدمة سياسية لأي كان. في النهاية، العمل السياسي في المتن وكل الجبل، متروك للاعبين السياسيين فيه، والمحافظ ليس مع جهة ضدّ أخرى. والمحافظ يعي دوره الإداري وينأى بنفسه عن الكيد السياسي وهو على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين في جبل لبنان.
ثالثاً، قذف المحافظ بالتهم بشأن عدم إنتاجية العمل هو أمر مردود على مطلقيه. إن محافظة جبل لبنان هي واحدة من الإدارات القليلة في الدولة اللبنانية، التي رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجه الإدارات الرسمية والخاصة، لم يتوقف العمل في أقسامها، ولم تتأثر الإنتاجية فيها على الإطلاق. ومن يُرِدْ التأكد من هذا الأمر، فإن أبواب المحافظة مفتوحة للجميع.
رابعاً، إن الاستقواء دائماً على أي شخصية بيروتية هو أمر مدان ومستنكر ومستهجن ولا يمرّ مرور الكرام. إن الشخصيات البيروتية تشرّف المناصب التي تتولاها، لأنها تخاف الله أولاً، وتشتغل من أجل الوطن، وتحترم الناس جميعهم، وتعمل بنزاهة وكفاءة. وهذه طينة المحافظ الخلوق الأستاذ محمد شفيق مكاوي.
يؤكد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية أنه يدعم مواقف سعادة القاضي النزيه، ويؤيد عمله النجيب في سبيل لبنان، وجبل لبنان بالذات من الساحل إلى القمم. وإن اتحاد العائلات البيروتية سوف يكون داعماً لأي شخصية بيروتية أو من أي منطقة لبنانية أخرى، تكون على صواب وإنتاجية، وتتعرض للظلم أو الاستهداف السياسي أو الشخصي.
وإن الاتحاد يضع نفسه في خدمة أهلنا في جبل لبنان، إفساحاً في التعاون والتواصل والتكامل مع أهل هذا الجبل الأشمّ، الذي لطالما كنا معه إخواناً وجيراناً في السراء والضراء.
يطالب الاتحاد بكل قوة، أن يعمد صاحب الحملة ضد المحافظ القاضي مكاوي، أن يتوقف عنها على الفور، وأن يعمل على حلّ مشاكله السياسية والانتخابية البلدية، بعيداً عن التجني على الأوادم. وللمناسبة، يطلب الاتحاد من كل الجهات السياسية التضامن في ما بينها في هذه الظروف بالغة الصعوبة التي يمرّ بها لبنان، خصوصاً جنوبه الغالي، وباقي المناطق اللبنانية العزيزة جداً علينا.