booked.net

حفل تكريم جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية

أقامت جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية في ٤ أيار ٢٠١٤ فطوراً في مقرها تكريماً لرئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان وللرؤساء السابقين البروفسور وفيق سنو والنائب السابق الأستاذ محمد الأمين عيتاني والأستاذ رياض الحلبي والأستاذ محمد خالد سنو  وأعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد، حضره إضافة إلى أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية المتخرجين عدد من النواب والشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية، قدم خلاله رئيس الجمعية المهندس محمد مازن شربجي دروع محبة وتقدير لرؤساء الاتحاد وميداليات لأعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد من متخرجي المقاصد. وألقى الدكتور زيدان كلمة في المناسبة جاء فيها: 
يسعدني أن أتقدم، بإسمي وبإسم زملائي الرؤساء السابقين وأعضاء الهيئة الإدارية الحالية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية، بجزيل الشكر لرئيس جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية الصديق المهندس محمد مازن شربجي وأعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية، لبادرتهم الكريمة والطيبة في إقامة هذا الفطور التكريمي للاتحاد، والذي نعتبره في الوقت ذاته تكريماً  لعائلات بيروت المحروسة، وبداية نسج علاقة مميزة بين الاتحاد والجمعية.
جمعية متخرجي المقاصد لها تاريخ حافل في العمل الوطني والقومي، فهي  كانت وما زالت داعية محبة ووفاق ووحدة وطنية حقيقية، مرتكزة على العدالة والاعتدال والمشاركة الفاعلة في السلطة لكل مكونات المجتمع اللبناني. كانت ترى أن استئثار فريق سياسي أو طائفي في السلطة هو سبب بلاء لبنان وعدم استقراره، وإن إزالة الظلم اللاحق بمكونات لبنانية رئيسة، وإقامة الدولة القوية القادرة والعادلة، هما الطريق السليم لديمومة لبنان واستقراره. فاستخدمت سلاح الكلمة العالية والواعية من أجل إبعاد لبنان عن أخطار الاستئثار، وناضلت كثيراً في سبيل ترسيخ عروبة لبنان، وتحويله من دولة ذات وجه عربي إلى دولة عربية أصيلة. 
كانت المواقف التي كانت تصدر عن جمعية متخرجي المقاصد، ومن على منبرها، بمثابة بوصلة الحياة السياسية في بيروت وكل لبنان. وكانت رائدة في العمل القومي العربي، فحملت القضية الفلسطينية على أكتافها، ودافعت عن قضايا العرب المحقة. هكذا كانت جمعية متخرجي المقاصد يوم كانت الكلمة القوية الصادقة والهادفة هي المفصل بين الحق والباطل وبين العدالة والظلم. أما اليوم فقد خفتت قدرة هذه الكلمة في التأثير على الحياة السياسية نتيجة انتشار السلاح غير الشرعي على الساحة اللبنانية. لكن وعلى رغم الظروف القاسية، بقيت جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية محافظة على وجودها وعلى التفاف المقاصديين من حولها، ومستمرة في نشاطاتها، وثابتة على مواقفها الوطنية والعربية، وذلك بفضل هيئتها الإدارية الحالية، وبفضل أعضائها الذين شربوا جميعاً من نبع المقاصد حب بيروت والوطن. وإنني أفتخر بأن أكون عضوا في هذه الجمعية، إذ أنني قضيت كل مراحل الدراسة في مدارس المقاصد، تعلمت فيها الإسلام الحقيقي، إسلام المحبة والتسامح والاعتدال، وحب الوطن والعروبة، والاندفاع في خدمة المجتمع، وإيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
واتحاد جمعيات العائلات البيروتية الذي من أهدافه جمع شمل عائلات بيروت، وتوثيق روابط المحبة والإلفة والتعاون بينها، والاهتمام بشؤون أبنائها والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم، ومواكبة مشاريع إنماء بيروت وتطوير مرافقها، والحفاظ على تراثها وقيمها الحضارية، يضم بين أعضائه رجالاً تخرجوا من المقاصد، ناجحين في أعمالهم ولامعين في مهنهم ومؤثرين في مراكزهم ومميزين في مجتمعهم، يعتبر جمعية متخرجي المقاصد جمعية شقيقة، يتشارك معها في خدمة المجتمع البيروتي والإسلامي، ويعتبر في الوقت ذاته أن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية هي رائدة جمعيات المجتمع المدني وأم الجمعيات البيروتية، وتقع على البيارتة مسؤولية الحفاظ على هذه الجمعية الأم ودعمها وشد أزر القائمين عليها. 
بيروت، أيها السيدات والسادة، تعاني نقصاً في الخدمات الأساسية، وجموداً في الدورة الاقتصادية، وغياباً لأبنائها في البلدية وإدارات الدولة ومؤسّساتها، وتغييراً ديموغرافياً فاضحاً. ما يتطلب من العائلات البيروتية توحيد صفوفها، ونبذ خلافاتها، والانضمام إلى اتحاد جمعيات العائلات البيروتية والالتفاف حوله، كي يصبح قوة ضغط فاعلة ومؤثرة، تمكنه من تحقيق تطلعاتهم ورغباتهم. ونعاهد أهلنا أننا سنعمل بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
 وما نيل المطالب بالتمني           ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال      إذا الإقدام كان لهم ركابا
وختاماً أكرر شكري وشكر زملائي لرئيس وأعضاء جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية، متمنياً لهم التوفيق والنجاح، وللجمعية الموقرة السؤدد والازدهار.
عشتم، عاشت بيروت المحروسة عزيزة أبية، عاش لبنان عربياً سيداً حراً مستقلاً.