booked.net

الدكتورة زاهية قدورة رائدة الحركة النسائية في بيروت المحروسة ولبنان ألقتها الدكتورة نجوى الجمال محسن

ألقت رئيسة اتحاد الجامعيات اللبنانيات الدكتورة نجوى الجمال محسن محاضرة بمقر الاتحاد في 2 نيسان 2015 عنوانها " الدكتورة زاهية قدورة رائدة الحركة النسائية في بيروت المحروسة ولبنان" حضرها لفيف من الشخصيات السياسية والدينية والعسكرية والثقافية والاجتماعية. وعبرت بداية عن شعورها بالحرج والمسؤولية عندما يطلب منها الحديث عن الدكتورة زاهية قدورة مخافة التقصير في إيفائها ما تستحقه، وعن فخرها لكونها كانت من بين طلابها ذات يوم. 

وقالت في " الدكتورة زاهية قدورة "  أنها كانت " طاقة معطاءة ومحفزة في شتى الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الفكرية والعلمية والإجتماعية التي أسستها أو ترأستها أو شاركت فيها "، وأضافت " هي نموذج ومثال يتوجب أن نحتذي به لندرك أن المرأة يمكنها أن تكون إنساناً متقدماً وناجحاً ". وألقت الضوء على سيرة حياة الدكتورة  زاهية قدورة فتحدثت عن أصولها البيروتية الأرستقراطية العريقة، عن دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت ومن ثم سفرها إلى مصر لمتابعة دراستها، ونيلها درجة الدكتوراه في التاريخ والتدريس في كل من الجامعة اللبنانية والعربية. وشددت على اهتمامها الكبير بالجامعة اللبنانية والذي ظهر من خلال طروحاتها وندواتها، وعلى رفضها لطروحات تقسيم الجامعة اللبنانية بعد الحرب الأهلية وإصرارها على بقائها  " جامعة واحدة للوطن الواحد " ، وتابعت بالقول بأن " النقلة النوعية التي أحدثتها الدكتورة زاهية قدورة في الجامعة اللبنانية كانت عبر تعريب جميع مواد العلوم الإنسانية وإلزام جميع أساتذتها على إلقاء المحاضرات باللغة العربية " .

وعن توجهاتها السياسية والوطنية قالت أنها «قد تماهت مع الإتجاهات الإستقلالية والوطنية التي كانت تعم لبنان والعالم العربي ضد الهيمنة الإستعمارية وانجذبت إلى الطروحات القومية العربية، وتعززت مفاهيم القومية والوحدة العربية لديها مع قيام الثورة الناصرية فقد التزمت بشعارات الرئيس جمال عبد الناصر وطروحاته ". وأنها كانت قد كتبت وصية شهيرة قالت فيها: " إن فلسطين وقضايا لبنان والعرب ستبقى في عقلي وقلبي وفي روحي بعد وفاتي ووصيتي لشباب اليوم والمستقبل النضال من أجل استعادة فلسطين لتبقى عربية، عربية، عربية ". وتتابع بأن " التزامها العروبي القومي لم يشغلها عن التزاماتها الوطنية اللبنانية، فتحررت من قيود الطائفية والمذهبية والعائلية والعشائرية، وكانت تدعو دائماً إلى الترفع عن الحساسيات الشخصية والمصالح الذاتية والإلتزام بالمصالح الوطنية والشعبية".
وعن حضورها الإجتماعي في ساحات مؤسسات المجتمع المدني والأهلي والشعبي تضيف بأنها " لم تكن مجرد منظّرة أكاديمية، أو مفكرة برجوازية متعالية، بل كانت مناضلة اجتماعية وشعبية بكل ما للكلمة من معنى. ودعت إلى نظام سياسي تسوده العدالة الإجتماعية بين مختلف الطبقات الشعبية " . وعلى صعيد نضالاتها النسائية فقد أسست في العام ١٩٥٢ " إتحاد الجامعيات اللبنانيات" وترأسته حتى وفاتها، كما رشحتها الحكومة اللبنانية لتولي منصب مستشار ثقافي في جامعة الدول العربية عام ١٩٥٩، وفي العام ١٩٧٢ تولت منصب عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية و" كانت أوّل سيدة تتولى هذا المنصب في الوقت الذي كان فيه حكراً على الرجل فقط " . وختمت بالقول: " هذه هي الدكتورة زاهية قدورة المؤمنة بالعروبة والمحبة والداعية إلى التفاهم والتعايش والسلام والوئام ".