ما يجري في سوريا وصمة عار على جبين الإنسانية

تصريح رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الدكتور فوزي زيدان حول مجازر حلب:

ما يجري في سوريا وصمة عار على جبين الإنسانية

بعيون دامعة وقلوب دامية، تابعنا أحداث حلب وما حل بهذه المدينة المكلومة من خراب ودمار، وما تعرض له أهلها من مجازر رهيبة،  يندى لها الجبين، على أيدي سفاحين مجرمين من جنود نظام يستبد بهم منذ عشرات السنين ويتفنن في قتلهم بالبراميل المتفجرة وبكل  أدوات القتل الرهيبة، وميليشيات مذهبية من شذاذ الآفاق زرعهم في أرض سوريا ملالي طهران من أجل السيطرة عليها وتغيير ديموغرافيتها ومدّ النفوذ الفارسي في المنطقة العربية وزعزعة الاستقرار فيها والعيش المشترك بين مكوناتها. وما يزيد المأساة ضراوة مشاركة دولة كبرى باستهداف المدنيين الآمنين بغارات طائراتها الحربية المتطورة، وتآمر الطرف الأميركي وسكوت ما يسمى المجتمع الدولي.

وبذريعة واهية هي مكافحة الإرهاب والقضاء على الإرهابيين دمروا حلب، وقتلوا نساءها وأطفالها، وشتتوا أهلها في الفلاء ملتحفين السماء ومفترشين الأرض في هذا الطقس القارس البرودة. وفاق ما فعلوه بالشهباء وأهلها ما فعله التتار والمغول بالمنطقة من قبل.

عذراً حلب .. لن تفيك كلمات المواساة حقك، فنحن وكل العرب ملامون على تخاذلنا وتركك لقمة سائغة في أفواه المجرمين اللئام. كلنا .. كلنا يا حلب مسؤولون عن نكبتك، فقد أصبحنا أمة تهوى إحياء ذكرى نكباتها. لكننا على ثقة أنك ستنتفضين قريباً وتثأرين لكل قطرة دم طاهرة أريقت على أرضك الحبيبة.

واتحاد جمعيات العائلات البيروتية إذ يقف مشدوهاً أمام ما جرى ويجري في حلب وكل سوريا من مجازر تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، يندد بشدة بالمجازر التي ارتكبت في حلب الشهباء، ويناشد أصحاب الضمائر الحية في العالم التحرك من أجل نجدة المحاصرين والمنكوبين والنازحين السوريين. أما مناشدة العرب فلا جدوى منها عملاً بالمقولة الشائعة.. لا حياة لمن تنادي.