booked.net

غزة مدينة الصمود والبطولات

ستة وستون عاماً وفلسطين ترزح تحت الاحتلال، وشعبها يعاني التشرد والتهجير والفقر والحرمان، ويتعرض للقتل والإذلال..
ستة وستون عاماً والفلسطينيون صامدون في أرضهم، وصابرون على معاناتهم، ويقاومون الاحتلال الصهيوني ويتصدون لإجرامه بصدورهم العارية..
ستة وستون عاماً وحكام العرب يستغلون قضيتهم وينكلون بهم، ويستبدون بشعوبهم تحت ذريعة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"...
ستة وستون عاماً والعرب يشدون الأحزمة من أجل شراء سلاح لاسترداد الوطن السليب، فإذا بسلاح القضية المركزية يوجه إلى صدورهم ويفتك بهم.. 
ستة وستون عاماً والحدود مع الكيان الغاصب هادئة ومستقرة، والصهاينة ينعمون بالأمن والسلام، وأحرار العرب يُزَجون بالسجون والمعتقلات، وحكامهم ينعمون بالملذات ويتلهون ببناء القصور..
آلاف الشهداء والجرحى سقطوا في غزة في أيام قليلة، والصمت العربي مريب ومشين، ولم نسمع من حكامهم سوى أصوات خافتة وخجولة تندد بالعدوان... 
ولكن صبراً غزة .. يا أرض البطولة والفداء ..فقد قضيت على مقولة الجيش الذي لا يقهر وكسرت شوكته.. وفضحت حكام العرب المتخاذلين والمتآمرين.. وكشفت كذب ادعاء المجتمع الدولي بالدفاع عن حق الشعوب بالحرية، بوقوفه إلى جانب المعتدين ودعمه إجرامهم.
وانتشى العرب ببطولات الغزيين وهم يتصدون للصهاينة المدججين بأحدث الأسلحة بصدورهم العارية وقلوبهم العامرة بالإيمان بقضيتهم، والأعداء يهربون خوفاً منهم، وينتقمون لجبنهم وهزيمتهم بتدمير الأحياء السكنية وارتكاب المجازر ضد الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال.
وقدر العرب بأن تكون انتصاراتهم ضد العدو الصهيوني مؤلمة وباهظة الثمن، ففي لبنان تمكنت المقاومة الإسلامية من التصدي له وإفشاله من تحقيق أهدافه المعلنة في عدوانه على لبنان في تموز 2006، مقابل سقوط آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين وتدمير بناه الفوقية والتحتية وإنهاك اقتصاده. وفي غزة أفشلت "حماس" وفصائل المقاومة الأخرى خطط إسرائيل بتدمير مواقع المقاومة وأوقعوا بجنودها خسائر فادحة بالأرواح، مقابل مئات الشهداء والجرحى وتدمير الأحياء السكنية والاقتصاد المتهالك أصلاً.
ومن بيروت التي قدمت الشهداء وذرفت الدموع ونزفت الدماء سنوات طويلة  في سبيل القضية الفلسطينية .. نبعث إلى أبطال غزة تحيات الإكبار والانبهار والإعجاب، وننحني إجلالاً لشهدائها الأبرار، ونحيي صمود نسائها وأطفالها وصبرهم على الشدائد.
غزة يا مدينة العنفوان والإباء والشهامة .. يا من رفعت رأس العرب عالياً وأعدت إليهم مجدهم الغابر وإلى الشرف العربي نصاعته .. نستودعك الله العلي القدير.
صدر في 22/7/2014