:تعقيباً على شريط التعذيب في سجن رومية وتداعياته أصدر اتحاد جمعيات العائلات البيروتية البيان الآتي
لقد هزت مشاعرنا مشاهد التعذيب التي تضمنها الشريط المسرب بعد شهرين على حادثة نقل السجناء من مبنى الى آخر في سجن رومية. فالتنكيل والضرب وفنون التعذيب المعتمدة في أكثر من جهة أمنية، مرفوض رفضاً قاطعاً، وممارسة الحقوق الإنسانية والمدنية مطلوبة من جميع القوى المخولة التعاطي مع المعتقلين والمحكومين، والمتجاوزين منهم للقوانين يجب أن يقاضوا وينالوا العقاب الرادع.أما بالنسبة للمعتقلين الإسلاميين في سجن رومية ، فلا زلنا ننتظر البت السريع بهذا الملف. فبعض الموقوفين لم تتم محاكمتهم حتى الآن، وبعضهم موقوف بالشبهة دون مذكرات قضائية، والحكمة والعدل يقتضيان إصدار احكام بالمرتكبين وإخلاء سبيل الأبرياء منهم. ولم يعد هناك مبرراً لأي تسويف أو مماطلة في إنجاز هذا الملف الفضيحة. وفي الوقت نفسه، نؤكد على رفضنا الإرهاب والتطرف، ونشدد على الوسطية والاعتدال التي أمرنا بها ديننا الحنيف، فضمان حقوق السجناء هو من روح تعاليم إسلامنا السمح، ومن صلب تشريعاتنا الوطنية.ونثمن التدابير العاجلة والفورية التي اتخذها كل من وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق ووزير العدل اللواء أشرف ريفي، لمعالجة هذا الخلل الأمني في السجن، وكذلك الأمر الإجراءات والتحقيقات التي أجراها العميد عماد عثمان رئيس شعبة المعلومات مع عناصر الشعبة المسؤولة عن التعذيب، ومسارعة مدعي عام التمييز الرئيس سمير حمود لوضع يده على الملف.كما نشيد بموقف دولة رئيس مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام متابعة ملف التعذيب وإعطاء التعليمات اللازمة للمعنيين لإجراء التحقيقات اللازمة وإنزال العقاب بالفاعلين والمتورطين، وكذلك الأمر موقف دولة الرئيس سعد الحريري الحازم تجاه جريمة التعذيب والمتضامن مع الوزير المشنوق والوزير ريفي، ورفض محاولة المتضررين من نجاحات هذين الوزيرين إيقاع الفتنة بينهما، وتأكيده على دعم إجراءاتهما في هذا الملف.
ولكن اللافت للأمر توقيت تسريب الشريط بعد وقت طويل من حصول جريمة التعذيب، وحجم التجييش الشعبي بوجه وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق الذي نكن له كل تقدير وإعجاب لإنجازاته الكبيرة في هذه الوزارة، حيث أقدم على ما تردد غيره عن القيام به. فالاعتداءات على السجناء لم تتم بعلمه ولا بأمره، وبالتالي تنتفي مسؤوليته المباشرة عنها، وتنحصر بمحاسبة المرتكبين والمسؤولين عنهم، وهذا ما سارع إلى القيام به بفعالية. فتحية له من البيارتة وكل الوطنيين الشرفاء المؤمنين بقيام دولة المؤسسات والقانون.
أمين السر رئيس الاتحاد
بشار شبارو الدكتور فوزي زيدان