booked.net

تداعيات تظاهرة الاحتجاج على أزمة النفايات


ما زالت تداعيات تظاهرة الاحتجاج على أزمة النفايات يوم السبت في 22/8/2015 تسيطر على الساحة الداخلية نتيجة عوامل عدة منها، استخدام القوى الأمنية القوة المفرطة في حق المتظاهرين، ورفع المتظاهرين سقف مطالبهم وصولاً إلى إسقاط النظام، ودسّ بعض القوى السياسية أنصارها في التظاهرة والتظاهرات التي تلتها واعتدائهم على القوى الأمنية والممتلكات العامة والخاصة وإطلاقهم الشعارات الطائفية والمذهبية من أجل حرف التظاهرات عن مسارها  السلمي  وإثارة الفوضى في البلاد وصولاً إلى غايتها في عقد مؤتمر تأسيسي يأخذ البلاد إلى المجهول.
وحسناً فعل معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق بتحويل تداعيات تظاهرة يوم السبت الفائت إلى التحقيق المسلكي والقضائي من أجل كشف الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات التي حصلت خلال التظاهرة. وكان واضحاً في مؤتمره الصحافي الأخير بأنه مع حق التعبير والتظاهر تحت سقف القانون، وأن من واجبات الدولة والقوى الأمنية حماية المتظاهرين وعدم التعرض لهم. لكنه يرفض في المقابل الشغب والمسّ بالمقار الرسمية والممتلكات العامة والخاصة والتعرض للقوى الأمنية المولجة حماية المتظاهرين والمقار الرسمية. وكان اللافت أيضاً قوله بأن تغيير النظام لا يكون برفع الشعارات بل بوضع قانون انتخاب عصري يؤمن التمثيل الصحيح. فالمشنوق ليس ربيب نظام أمني بوليسي، بل كان من أكثر المتضررين من ذلك النظام، وإجراءاته المسلكية في سجن رومية وفوج إطفاء بيروت تشهد على حرصه على محاسبة المقصرين. 
واتحاد جمعيات العائلات البيروتية الذي تعاني عائلاته مثل باقي العائلات اللبنانية من انهيار الخدمات العامة، من تراكم النفايات في الشوارع، والتقنين الحاد للتيار الكهربائي والانقطاع شبه دائم لمياه الشفة، ما يؤثر على الأمن الصحي والبيئي والاجتماعي والاقتصادي، يضم صوته إلى أصوات المعترضين على تلكؤ الدولة وإهمالها الملفات الخدماتية والاجتماعية. ويطالب الحكومة، وبخاصة رئيسها المشهود له بالنزاهة والقرب من الناس وتحسّس قضاياهم، بتفعيل أعمالها وإيلاء هذه الملفات الحيوية اهتماماتها ومحاسبة المسؤولين عن الفساد وإهدار المال العام، كما يطالب القوى السياسية عدم استغلال مآسي الناس من أجل مآربهم الخاصة. 
وإننا إذ نشيد بجهود المشنوق في الحفاظ على أمن العاصمة، وفي إيجاد أكثر من مطمر خارجها لإرسال نفاياتها إليه، نناشده متابعة جهوده وعدم الاستسلام للعراقيل التي توضع أمامه. كما نتوجه إلى المتظاهرين المطالبين بالإصلاح ومعالجة الملفات الخدماتية بالقول أن تحقيق تلك المطالب المحقة تكون من خلال الضغط على هذه الحكومة التي لا يمكن استبدالها لخلو موقع رئاسة الجمهورية. فنحن مع الإصلاح وليس مع هدم الهيكل والدخول في النفق المظلم والفراغ المطلق. كما ندعو منظمي تظاهرة اليوم إلى الحذر من الغوغائيين الذين يحاولون إجهاض مطالبهم، وينفخون السم على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلى تمثال رجل الاستقلال الرئيس رياض الصلح، ونحملهم مسؤولية أي إخلال في الأمن والممتلكات.