booked.net

معرض لوحات فنية

 

أقام اتحاد جمعيات العائلات البيروتية معرض "لوحات فنية" لمجموعة من الرسامين البيارتة في مقره بين 10 – 13 آذار 2015 برعاية معالي وزير الثقافة الأستاذ روني عريجي.  حضر حفل الافتتاح وزير البيئة الأستاذ محمد المشنوق والمدير العام للثقافة الأستاذ فيصل طالب ممثلاً وزير الثقافة والسيد عدنان الفاكهاني ممثلاً أمين عام تيار المستقبل الشيخ أحمد الحريري والعميد خليل الضيقة ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص وحشد من الشخصيات الأمنية والثقافية والاجتماعية.

وافتتح الاحتفال بقص الشريط وبكلمة لمنسق لجنة الشؤون الثقافية  الأستاذ محمد محمود سنو  جاء فيها:

لطالما كانت بيروت منارة الفن والإبداع في هذا الشرق ولطالما كان أهلها من المبدعين في هذا المجال فاستقطبت الذواقة من كل حدب وصوب.

في هذه الظروف الحالكة التي تمر على شرقناالعزيز، رأينا من واجبنا كاتحاد جمعيات العائلات البيروتية أن نساهم بإضاءة ولو شمعة في هذه العتمة البغيضة المفروضة علينا.

إن صدر البيارتة يتسع لكل الوطن، وإذا كانت هذه الأعمال المعروضة هي فقط لأبناء بيروت فعذرنا أن المكان ليس كبير كفاية، راجين المولى عز وجل أن نكون في العام القادم في مكان أكبر يستوعب الجميع.

أشكر الذين ساهموا في إبراز وإنجاح هذا العمل، كما أشكر جميع الفنانين المشاركين فرداً فرداً وأخص بالذكر السيدة النشيطة الفنانة أسيمة دمشقية أسطة.

متمنين أن تظلل هذه الألوان الفرحة التي تبعث البهجة في القلوب لتنعكس أجواء محبة على بيروتنا المحروسة ولبناننا الحبيب.

  ثم ألقى رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان الكلمة الآتية:

يسعدني أن أرحب بكم، بإسمي وبإسم الهيئة الإدارية، لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية لمشاركتكم في افتتاح معرض الفن التشكيلي الذي يقيمه الاتحاد لأول مرة منذ تأسيسه، تقديراً للموهبة الإبداعية للفنانين المشاركين في هذا المعرض، ولإظهار الوجه الحضاري الجميل لبيروت، التي نريدها أن تبقى مدينة للفن والحب والجمال، وملتقى للثقافات والحضارات العالمية. 

الفن، أيها السيدات والسادة، هو نتاج الإبداع الإنساني، وتعبير راقٍ عن شخصية الفنان، ورأيه وإحساسه، وآماله وطموحاته وتطلعاته، وشكل من أشكال التعبير عن الحضارة الإنسانية ومكنوناتها.

والرسم هو أحد الفنون التشكيلية، وعبارة عن لغة ينقلها الرسام بطريقة تعبيرية مستوحاة من تعابيره الداخلية العميقة، ويترجم برشقات ريشته أحاسيسه، وانفعالاته، وانطباعاته تجاه الموجودات حوله، متخذاً من اللون وسيلة رئيسة تدخل عبرها إلى عالمه المستتر. ويعتمد فن الرسم على مبدأ الخيال الواسع والحس المرهف والنظرة السابرة للأشياء، وتقديم الصورة بطريقة تتجاوز الطرح التقليدي. وهو موهبة وضعها الله في أشخاص معينين أمثال هذه الكوكبة من الرسامين التي نتحلق حولها في هذه الأمسية.

واتحاد جمعيات العائلات البيروتية الذي من أهدافه إحياء الحركة الفنية الراقية في بيروت، وتشجيع الفنانين المبدعين، يأمل نجاح هذا المعرض، كي يشكل له دافعاً لإقامة معرض سنوي للفن التشكيلي، بمشاركة أوسع وفي مكان أرحب. 

وأنتهزها مناسبة لأناشد وزارة الثقافة من على هذا المنبر الإسراع في إقامة "مركز بيروت للثقافة" من الهبة المالية المقدمة من سلطنة عمان لهذا الهدف، يحتوي على قاعة كبيرة للمحاضرات والندوات والمناسبات الوطنية، ومسرح يليق بدور بيروت الثقافي، وقاعات للأنشطة الثقافية. فهل من المعقول تجميد هذا المشروع سنوات عدة بذريعة البحث عن مكان؟ وقد تابع الاتحاد هذا الموضوع مع المحافظ ورئيس المجلس البلدي اللذين كانا متجاوبين ووعدانا بتأمين المكان اللائق في وقت قريب، ونأمل بأن يكون لوزارة الثقافة دور فاعل في وصول هذا الملف إلى بر الأمان. كما نطالب الوزارة بإجراء مسح عام للأبنية التراثية، وتحويل بعضها إلى متاحف ومكتبات ومنتديات ثقافية وفنية.

وختاماً شكراً جزيلاً للرسامين المشاركين في هذا المعرض على توكيدهم في هذه الأعمال الجميلة وجه بيروت الثقافي الحقيقي، متمنياً لهم مزيداً من النجاح والتألق والإبداع. وشكراً إلى منسق اللجنة الثقافية السيد محمد سنو ورئيسة اللجنة الاجتماعية السيدة أسيمة دمشقية على جهودهما في إقامة هذا المعرض.

عشتم، عاشت بيروت مدينة حضارية عريقة، عاش لبنان.

ثم ألقى الأستاذ فيصل طالب كلمة جاء فيها:

كلما عبقت فضاءاتنا بعطر العطاء، وتزينت أيامنا بألوان الحياة، وارتحلت رؤانا في مسارب الآفاق، ونهلت أفئدتنا من معين الإحساس، واستغرقت آمالنا في مدى الأحلام، وتصالح فينا الذاتي مع الغيري، وصدَقنا وجداننا من غير أن نصادق واقعنا... كلما فعلنا ذلك تعلقنا بالحياة، وأدركنا أن الورديّ فينا حي يرزق، مهما ادلهمت الظلمات، أو لفحت وجوهنا ألسنة الهجير، أو نالت الأشواك منا ألماً. 

في حضرة الإبداع تستثار المخيّلة وينبض اليراع ويسيل المداد ليخط وتائر الشموخ والعلى، وليرسم لوحات الحياة المشتهاة كما لو أنها مشهديات بكر، أو كأن نسيم الحرية يمتزج بعبق الولوج إلى الإنسان لاستفزاز فطرته الطيبة واستحضار قيم الحق والخير والجمال فيه. 

كذا هي حال الذين اختاروا أن يواجهوا الواقع بالوقوع على أجمل تجلياته، وأبهى رؤاه، وأعظم أمانيه ... وأن يستنهضوا الخير بحبات من عرق الجبين، وبألم الاقتراب من أشواك الحياة وهمومها. كذا هو قدر الحالمين المتعبين الساعين إلى إيداع توقهم الجميل إلى الأفضل والأحسن والأرقى عالمهم الافتراضي الساكنَ أحلامهم والقابعَ في عالم الإمكان لا المستحيل.

بمثل هؤلاء تعظم الحياة فيصير لها طعم ولون مختلفان. إذ كيف لعالم أن يستمر وينهد إذا تقطعت أوتار قيثارته، وصمتت كورالية الإبداع فيه، بدلا من التماهي في مبررات الوجود الحي الذي له معنى وقيمة ودور؟ كيف للطبيعة أن يخرس فيها رقرقة المياه وزقزقة العصافير وحفيف الأوراق ورقص الموج وهدأة الليل وصخب النهار؟ كيف للعيش أن يكون اسماً على مسمى إذا اجتاحه الركود والخنوع والخضوع، ولم تسرق ظلمته مصابيحُ الغناء والموسيقى والنحت والرسم والتممثيل ليستغني عن الشمس ويختصر الزمان بنشوة الإحساس بالحياة، مغموراً بغيث الدهشة والإقدام والفرح حتى ولو تولّد من رحم الآلام صورةٌ ترتجى وعالمٌ مشتهى؟

مع مشارف الربيع يأتي معرضكم الفني الزاهر ليؤكد على أن الفنون هي أسرار الوجود الكامنة في طيات أحاسيسنا ورؤانا، التي ستبرعم أياماً تأتي أفضل مما هي عليه الآن، وليشكل إضافة قيمة وخطوة على طريق جعل الثقافة مساراً مفتوحاً في الحياة يرفع من شأن الذائقة الفنية ويلون مشهدية حياتنا بأبهى الألوان وأسطع الأضواء.