booked.net

مؤتمر صحافي حول أزمة النفايات في بيروت

عقد رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الدكتور فوزي زيدان مؤتمراً صحافياً في مقر الاتحاد يوم الخميس في 6 آب حول أزمة النفايات في بيروت جاء فيه:
أيها السيدات والسادة
أرحب بكم جميعاً، بإسمي وبإسم الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية، شاكراً حضوركم مؤتمرنا الصحافي حول أزمة النفايات في بيروت، وأخص بالشكر وسائل الإعلام التي تفتح لنا المجال دائماً لنخاطب من خلالها الرأي العام البيروتي واللبناني. 
لقد تابع اتحاد جمعيات العائلات البيروتية أزمة النفايات في بيروت منذ البداية، وكنا على تواصل مستمر مع نواب بيروت ومحافظها ورئيس مجلس بلديتها، مشددين في اتصالاتنا ولقاءاتنا معهم على حل كارثة النفايات المتراكمة في شوارع بيروت في أسرع وقت، حفاظاً على صحة المواطنين ونظافة العاصمة.
وبعد أن دخلت أزمة النفايات في لبنان أسبوعها الثالث من دون وصول الحكومة إلى حل يعيد النظافة إلى لبنان الذي طالما افتخرنا بجماله وببيئته النظيفة، يود اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، الذي يشكل ضمير الشارع البيروتي، التركيز في هذا المؤتمر على بعض الأمور التي واكبت وما زالت أزمة النفايات في بيروت.
1- لم تتعاط الحكومتان السابقة والحالية بمسؤولية وجدية في ملف النفايات في لبنان، إذ كان عليهما معالجة هذا الملف بصورة نهائية وبطرق تقنية عالية، مستنيرتين من المشروع المقترح من حكومة الرئيس سعد الحريري، القائم على الفرز المنزلي وإنشاء مركز متطور لإعادة الفرز والتدوير وحرق المواد التي لا يستفاد من ناتجها في محارق من الجيل الرابع لا تسبب أي ضرر بيئي ( التفكك الحراري).  
2- لم تتدارك وزارة البيئة الأزمة الحالية قبل وقوعها، إذ كان عليها اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل إقفال مطمر الناعمة في 17 تموز الفائت، عوض النوم على حرير وعود بعض السياسيين بتأجيل الإقفال. وعلى ذكر الناعمة فإننا نبعث بشكرنا إلى أهاليها على معاناتهم وصبرهم على استقبال نفايات بيروت وجبل لبنان في مطمرهم سنوات طويلة.
3- كما لم يكن لدى السلطتين التقريرية والتنفيذية في بلدية بيروت خطة مسبقة للتعامل مع ملف النفايات بعد إقفال مطمر الناعمة. وكنا نود لو أن خطة الإنقاذ التي أعلنها سعادة المحافظ القاضي زياد شبيب، التي بموجبها تم جمع نفايات العاصمة، لم تأت متأخرة.
4- ومع تقديرنا لاستعداد أهل عرسال وبلديتها استقبال نفايات بيروت، أثار رفض بقية المناطق اللبنانية المساهمة في استقبال نفايات العاصمة استياء أهل بيروت واستهجانهم لهذا التصرف البعيد عن روح المواطنة الصحيحة والتكافل الاجتماعي والوطني. ومعلوم أنه يقيم في بيروت ويعمل فيها ويتعامل معها أكثر من ثلث سكان لبنان، ونفاياتها هي لأهلها وللآخرين. كما أن نفايات محافظة جبل لبنان كان يتم جمعها وفرزها منذ سنوات في معامل سوكلين في بيروت، ولم يصدر عن أهل بيروت أي تذمر.
5- أدى تسرع الحكومة في إرسال شاحنات النفايات إلى بعض المناطق من دون التنسيق مع بلدياتها وإعطائها التعهدات اللازمة بمدة الاستخدام الموقت للمطامر المقترح استحداثها إلى ردود فعل سلبية قاسيىة. كما أدى التسريب غير البريء لمواقع الطمر المقترحة عن غايات خبيثة لبعض الأطراف السياسيين.
6- أثبتت الحكومة عدم القدرة على تنفيذ قراراتها، إذ كان عليها إثبات هيبتها بتنفيذ قراراتها بالقوة، شرط أن تكون المواقع المختارة لتجميع النفايات بعيدة عن السكان ولا تؤدي إلى أضرار عليهم  وعلى البيئة والمياه الجوفية.
7-  كما أثبتت الحكومة عدم امتلاكها رؤية أوخطة واضحة وفاعلة لحل مرحلي للنفايات المتراكمة. كذلك لم تثبت القيادات السياسية والبلدية البيروتية، على الرغم من حراكها المتواصل، تأثير فاعلاًاً  في حل هذه الأزمة.
واتحاد جمعيات العائلات البيروتية إذ يشكر المحافظ شبيب على خطة الطوارىء التي أزالت النفايات من الشوارع، إلا أننا نحذر من عودة الكارثة مرة أخرى بعد امتلاء عقار الكرنتينا بالنفايات المكدسة نتيجة العجز عن نقلها إلى مواقع خارج بيروت، لأسباب سياسية وطائفية ومناطقية أصبحت معروفة للقاصي والداني. لذا، فإننا ندعم خطة المجلس البلدي لبيروت في ترحيل النفايات إلى خارج لبنان، لأنها الوسيلة العملية المتاحة حالياً لحل أزمة النفايات، قبل الاتفاق على حل نهائي وجذري لملف النفايات. لكننا نعتقد أن الحل الموقت الأسرع والأنسب لنفايات بيروت في هذه المرحلة الدقيقة هو تجميعها وطمرها في مواقع مختارة بعناية داخل لبنان.  
ويناشد الاتحاد دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ومعالي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ومعالي وزير البيئة محمد المشنوق، وهم من أبناء العاصمة، تحمل مسؤولياتهم الوطنية والبيروتية في تنفيذ مشروع ترحيل النفايات في أقرب وقت، ومتابعة العمل في الوقت ذاته على إيجاد مواقع لها خارج بيروت، وذلك قبل أن تتراكم مرة أخرى في الشوارع وتهدد صحة المواطنين وسلامتهم والأمن البيئي والاجتماعي والاقتصادي.
 وننتهزها مناسبة لنطلب من أهلنا في بيروت التقليل من كمية النفايات، وفرز المواد العضوية فيها عن المواد التي يمكن إعادة تدويرها في منازلهم. كما نطالب بلدية بيروت أو الشركة التي سيرسو عليها عقد نفايات العاصمة وضع حاويات خاصة لكل مجموعة من النفايات المفروزة. 
 وإسمحوا لي أن أشير أيضاً إلى معاناة أهل بيروت من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر لساعات طويلة ومن عدم استقراره، ما يؤدي في هذا الطقس الحار إلى تلف الأطعمة والأجهزة الكهربائية المنزلية ومشكلات صحية. ونتساءل أين أصبحت وعود الصهر المدلل الوزير جبران باسيل منذ سنتين بعودة الكهرباء إلى كل لبنان 24/24 ساعة في الصيف الحالي، وما مصير مبلغ المليار ومائتي ألف دولار الذي وضع في عهدته لهذا الهدف؟ وهل كتب على بيروت ولبنان كل هذه المعاناة في زمن يشهد العالم تطوراً كبيراً في شتى المجلات ومحاسبة جدية للمسؤولين الفاسدين؟
وأخيراً، يرى الاتحاد أن النظام المركزي المعتمد في لبنان قد فشل فشلاً ذريعاً، لذا فإننا نطالب باعتماد نظام لامركزي إداري وإنمائي موسع، وفق ما نص عليه اتفاق الطائف. الأمر الذي يعطي بلدية بيروت الممتازة صلاحيات تمكنها من تأمين الخدمات الرئيسة في العاصمة، من تيار كهربائي ومياه شفة ومعاجة نفايات إلخ، خصوصاً أن ما يدفعه أبناء بيروت والمقيمون فيها من أموال إلى الصندوق البلدي المستقل كفيل بتأمين هذه الخدمات بصورة جيدة ومتواصلة.