اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن "لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم يشكل اعتداء سياسيا على موقع رئاسة الحكومة”، ووصفه بأنه "مخالفة للتسوية السياسية وللبيان الوزاري الذي نص على النأي بالنفس”، مشددا على "أننا لن نقبل به في أي ظرف من الظروف وسنواجهه بكل الوسائل”.
وأكد أن "الانتخابات النيابية المقبلة ستجري في موعدها، لكن بالتسجيل المسبق في مكان السكن، لأن الوقت ما عاد يسمح بإنتاج بطاقة ممغنطة ولا هوية بيومترية في الأشهر القليلة المتبقية”.
وأشار إلى أن "التسوية السياسية التي أقدمنا عليها كان هدفها حفظ البلد واستقراره الأمني والسياسي والاقتصادي، خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها منطقة تشتعل بالحرائق، وكي لا يصيب اللبنانيون شظايا من حروب المنطقة”، مؤكدا "أننا لم نوقع تنازلا على أي من ثوابت الدستور والطائف”.
كلام المشنوق جاء خلال لقاء حواري مع أهالي بيروت، نظمه "إتحاد جمعيات العائلات البيروتية” في مطعم الصياد – عين المريسة، حيث كانت كلمة ترحيبية لرئيس الإتحاد محمد يموت قال خلالها: "ندرك تماما المهام الجسام التي تضطلعون بها، ونعلم مدى ارتباطك الوثيق ببيئتك البيروتية وحرصك على نهضة بيروت وتكريم أهلها، لكن هناك بعض المشاكل التي تواجههم، وبعض هذه المشاكل تعترض حياة جميع اللبنانيين. لذا، أردنا هذا اللقاء فسحة تواصل بين معاليك وبين أهلك”.
وعدد يموت مآخذ العائلات البيروتية على الحكومة وعلى السلطة السياسية بشكل عام.
وخلال إجابته على أسئلة الحاضرين وحواره معهم، قال المشنوق: "التسوية السياسية تضمنت انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ائتلافية والبيان الوزاري الذي نص على النأي بالنفس، وهي تسوية واضحة ومحددة لا ننكرها ولا نخجل بها ولا نهرب منها”، مضيفا "كان هذا السبيل الوحيد لنحمي البلد ونحمي بيروت، إلى حين تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ما يحصل في المنطقة”.
وأضاف: "أما لقاء وزير الخارجية بوليد المعلم في نيويورك بناء على طلب باسيل فأعتبره بصراحة وبساطة اعتداء صريحا على مقام رئاسة الحكومة، ومخالفة لاتفاق ولعهد ولوعد لم يلتزم به باسيل الذي كان جزءا أساسيا من التسوية التي أبرمت”، مشددا على "أن هذا الأمر لن نقبل به في أي ظرف من الظروف ولن يمر بسهولة وهذا خط أحمر لا يمكن تجاوزه”.
وأشار الى "أن هذا الوضع المستجد يتطلب قرارا سياسيا مماثلا لمواجهة ما تم، وهو موضع تشاور بغية اتخاذ الموقف المناسب خلال أيام قليلة”، مضيفا "لن نتخذ قرارات انفعالية ونحن حريصون على الكرامة السياسية لرئاسة الحكومة ألا كان من يشغل منصب رئاسة الحكومة”.
وشدد وزير الداخلية على "أننا لا نخاف من التوطين، لأننا نثق بقدرتنا على منع حصوله”.
وفي موضوع عطلة يوم الجمعة قال: "نجري اليوم مناقشات سواء داخل مجلس النواب أو خارجه، باتجاه حل عاقل وعادل وهھادئ من دون انفعال ودون تحويل الموضوع إلى قضية طائفية ومذهبية، على أن يستمر دوام يوم الجمعة كما كان سابقا، لتكون صيغة الحل برعاية صاحب السماحة مفتي الاعتدال الوطني الدكتور عبد اللطيف دريان وبمشاركة كل القوى المعنية”.
وحول موضوع الانتخابات النيابية قال المشنوق: "بكل صراحة بعد أيام لن يعود ممكنا تنفيذ آلية الهوية البيومترية، لأن الوقت القصير الفاصل لم يعد يسمح وهناك خلافات بين القوى السياسية لا يبدو أنها ستنتهي قريبا”.
وختم داعيا أهالي بيروت إلى "التفاؤل وعدم التشاؤم، لأن حصة بيروت في كل التعيينات التي جرت كانت محفوظة، وستظل محفوظة وكبيرة في كل إدارات الدولة خلال المرحلة المقبلة”.
كما قدم له رئيس الاتحاد الأستاذ محمد عفيف يموت درعا تقديريا.