booked.net

حفل افطار الاتحاد الرمضاني

 أقام اتحاد جمعيات العائلات البيروتية غروب اليوم في مركز "بيال"، برعاية وحضور الرئيس سعد الحريري، حفل إفطاره الرمضاني السنوي، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الوزير محمد المشنوق، النائب عمار حوري ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، النواب: محمد قباني، جان أوغاسابيان، عاطف مجدلاني وعماد الحوت، عدد من الوزراء السابقين، ممثلين عن قادة القوى الأمنية وشخصيات سياسية واقتصادية ودينية. 

كلمة الاتحاد
بعد مأدبة الإفطار، ألقى رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان الكلمة الآتية:

يسعدني أن أرحب بكم، بإسمي وبإسم أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية، أجمل ترحيب، شاكرا مشاركتكم في حفل الإفطار الذي اعتدنا إقامته كل عام في شهر رمضان المبارك تيمنا بالشهر الفضيل الذي نزل فيه القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير من ألف شهر هداية للناس إلى الحق ودعوة إلى المحبة والتسامح وصلة الرحم والتمسك بالأخلاق الفاضلة. وهدفنا من هذا الحفل الجامع هو تعزيز عرى المودة بين عائلات الاتحاد وتوثيق روابط التواصل بين الاتحاد وأصدقائه من مسؤولين رسميين وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية بيروتية ووطنية مرموقة. 

وما يزيد من سعادتنا وجود زعيم تيار المستقبل ونائب بيروت ومرجعيتها السياسية دولة الرئيس الحبيب سعد رفيق الحريري بيننا في هذه الليلة المباركة يشاركنا فرحتنا بالشهر الفضيل. فبيروت بوجودك، يا دولة الرئيس، بين أحبائك وأنصارك هي غير بيروت بغيابك عنهم، فمنكم يستمدون العزم ويستعيدون الأمل بوطن آمن وحياة مزدهرة ومستقبل مشرق. فأهلاً وسهلاً بك يا سعد يا ابن الحبيب الغالي الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي نتحسر على غيابه، ولكن ما يخفف من حسرتنا رفرفة روحه الطاهرة في سماء لبنان وخلود ذكراه العطرة في ذاكرتنا وذاكرة الوطن. 

وفي هذا الشهر الفضيل أتقدم منكم، بإسمي وبإسم زملائي بأصدق التهاني وأطيب الأمنيات سائلاً المولى تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويشملنا برعايته وعنايته، ويعيد علينا الشهر المبارك بالخير واليمن والبركة، وينعم على بيروت الحبيبة ولبنان الغالي بالاستقرار والازدهار وعلى دنيا العروبة والإسلام بالأمن والسلام. 

بيروت مدينة عريقة .. تستحق منا ومن كل المسؤولين الاهتمام بشؤونها والحفاظ على جمالها وتراثها، فهي عاصمة الوطن ومركز ثقله السياسي وعصب اقتصاده. ونحن في الاتحاد نضع قضايا بيروت وحقوق أهلها نصب أعيننا، نعمل على تعزيز وجود البيارتة في إدارات الدولة ومؤسّساتها، ونتابع ملفاتها الإنمائية والخدماتية والبيئية مع الوزراء المختصين ومحافظ المدينة والمجلس البلدي، واستطعنا تحقيق بعض الإنجازات ولكن المشكلات كثيرة والطريق أمامنا ما زالت طويلة ووعرة. ومن الملفات التي ما زلنا نعمل عليها هي خفض الرسوم البلدية المرتفعة على القيمة التأجيرية، وإقامة مسرح يليق بالعاصمة وبإرثها الثقافي والفني وتذليل العقبات من أمام إقامة مركز عُمان الثقافي، والحفاظ على الأبنية التراثية وتحويل بعضها إلى نوادٍ ثقافية وفنية، وإحياء دور البلدية في الرعاية الصحية، وتوسيع الفضاءات العامة، وتحرير الأرصفة والشوارع من المعوقات. أما الملفات الساخنة التي تحتاج إلى اهتمام زائد فهي أزمة السير المستفحلة التي تحتاج إلى وضع خطة متطورة للنقل العام وإقامة أنفاق في التقاطعات الرئيسة ومواقف عمومية للسيارات في الأسواق والأحياء، وأزمة النفايات التي بدأت تباشير حلها بقرار المجلس البلدي الجديد بتوليه هذه المسؤولية. 

ونعول في معالجة هذه الملفات على اهتمام معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق واندفاع رئيس المجلس البلدي المهندس جمال عيتاني وأعضاء المجلس وتجاوب المحافظ القاضي زياد شبيب والعين الساهرة لدولة الرئيس سعد الحريري. 

ولا بد من التطرق إلى الوسط التجاري في العاصمة الذي أعاد بناءه الرئيس الشهيد رفيق الحريري على طراز يضاهي في جماله العواصم الكبرى حيث جزء كبير منه يعاني شللاً نتيجة جعله مربعاً أمنياً، الأمر الذي يدفعني إلى مناشدتكم يا دولة الرئيس العمل على تحريره وإعادته كما أراده شهيدنا الكبير درة لبنان والمنطقة. 

وعلى رغم أن الاتحاد يصب اهتماماته على الشؤون الإنمائية والاجتماعية والثقافية، إلا أن مهمته تكمن أيضاً في إشراك عائلات بيروت في الشأن الوطني والقرارات المتعلقة بالعاصمة. وهو يعبر في مواقفه عن نبض الشارع البيروتي ومواقفه الوطنية والقومية. ويؤمن بفكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونهجه نهج الانفتاح والاعتدال والتسامح والعيش المشترك الحقيقي ونبذ التطرف والعنف، ويتابع مسيرته في إقامة دولة المؤسّسات القادرة العادلة والباسطة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية بقيادة حامل المشعل الرئيس سعد رفيق الحريري. 

ونقول للذين يشككون بعروبة بيروت إن تاريخها يشهد لها في مساندة القضايا العربية ومقاومة إسرائيل والعداء لها، وإن أول مقاومة وطنية ضدها يوم اجتاحت لبنان انطلقت من شوارع بيروت، في الوقت الذي كانت فيه بيئة المشككين تنثر الأرز على جنود العدو. وعندما أعلنا أن سلاح حزب الله لم يعد سلاحاً مقاوماً فلأنه تحول من مقاومة إسرائيل إلى غزو العاصمة والتحكم بإدارات الدولة ومؤسّساتها ونهب مواردها وترهيب اللبنانيين وقتل قياداتهم ورموزهم وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بينهم. وتمدد إلى سوريا يمعن في قتل السوريين وتدمير مدنهم وقراهم دفاعاً عن نظام مستبد يحكمه سفاح مجرم، وإلى العراق واليمن لمؤازرة ميليشيات طائفية تخدم كما الحزب مشروعاً إقليمياً لا يمت إلى العروبة بصلة، مشروع قائم على تمدد النفوذ الفارسي في المنطقة العربية وإثارة الفتن المذهبية والاضطرابات الأمنية فيها وطمس هويتها العربية. 

أيها السيدات والسادة
يعيش لبنان منذ سنوات في عين العاصفة، فالمنطقة تحترق على أيدي حكام مستبدين وميليشيات طائفية وتنظيمات إرهابية وجيوش أجنبية، والفتنة المذهبية تعم أرجاءها. وبدلاً من أن تعي بعض قياداته الرئيسة خطورة أوضاع الإقليم وتدهور أحوال لبنان الاقتصادية والاجتماعية وتعمل على توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية يحمي الدستور ويعيد الانتظام إلى المؤسّسات الدستورية والازدهار إلى الحياة الاقتصادية، تعمد إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية وشل أعمال الحكومة من أجل غايات شخصية وأهداف إقليمية. ونقول للمعطلين بالفم الملآن ... كفاكم تلاعباً بمصير البلاد واستهتارا بمصالح العباد.
دولة الرئيس الحريري نحن البيارتة مع خطابك الوطني الهادىء والرصين ومع نهجك نهج الاعتدال الذي يوحد لبنان ويحميه من حرائق المنطقة وفتنها، وضد الخطاب الطائفي التحريضي وضد نهج الأنانية والتطرف الذي يفتت لبنان ويدمره. ويأتي قولك بأن المرحلة تستدعي صراحة في المواجهة وأمانة في التقييم وجرأة في المحاسبة بمثابة خريطة الطريق للملمة الصفوف وإبعاد الإحباط عن النفوس وإعادة الزخم إلى الحريرية الوطنية. ونقول للذين يبنون أحلاماً ويعيشون أوهاماً على تشتت جمهور رفيق الحريري وابتعاده عنك إن تيار رفيق الحريري ثابت على مبادئه وراسخ في الولاء لقيادتك الحكيمة. لك منا ومن عائلات بيروت كل الدعم والحب والوفاء، وفقك الله وأخذ بيدك لما فيه خير بيروت ولبنان.
عشتم .. عاشت بيروت .. عاش لبنان".

ثم قدم رئيس الاتحاد ونائبه درع الاتحاد للرئيس الحريري وفاء من بيروت وأهلها وعربون محبة وتقدير.

الحريري 
بعد ذلك، تحدث الرئيس الحريري فقال: "أنا سعيد جدا أن أكون بين اتحاد عائلات بيروت. في بيروت، تلك المدينة التي أحببتها أنا وأحبها الشهيد رفيق الحريري كعشيقة وحبيبة له، وهذه نفس مشاعري أنا أيضا. من هنا مشوارنا طويل ونضالنا لنهضة بيروت وإعادتها لسابق عهدها هو نضال طويل. هذه المعركة التي نقوم بها من أجل وحدة واعتدال لبنان هي معركة لن تنتهي في الغد. بدأت باغتيال الشهيد رفيق الحريري، وكان الهدف من الاغتيال إنهاء هذه المسيرة، ولكن أنتم، عائلات بيروت واهل بيروت وأهل لبنان ككل، وقفتم وطالبتم بالحقيقة والعدالة وبأن مسيرة الشهيد رفيق الحريري يجب أن تكمل. لسوء الحظ خلال السنوات الماضية، كانت هناك الكثير من العصي التي وضعت في الدواليب لمنعنا من أن ننجز. فكل مسيرة رفيق الحريري مبنية على الإنجاز، وكل المراحل التي نمر بها منذ عملية الاغتيال هي محاولة تعطيل هذه المسيرة. ولكن الحمد لله أنجزنا المحكمة الدولية وأمورا أخرى، ويبقى هناك الكثير الكثير لإنجازه. واليوم انتخبنا بلدية جديدة لبيروت، برئاسة جمال عيتاني الذي نتابعه ليلا نهارا، وإن شاء الله سترون الإنجازات في السنوات المقبلة".

وأضاف: "أنتم في اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، أنتم الرافد الأساسي لتيار المستقبل، الدينامو الفعلي له، وأنا أشكركم جميعا وأشكر سماحة المفتي عبد اللطيف دريان. لقد وعدت بإجراء إصلاح في "تيار المستقبل"، وسترون في الأشهر المقبلة إن شاء الله أن نِصف التيار سيكون من الشباب والشابات لكي نتمكن من النهوض بلبنان، فالشباب هم أساس هذا البلد، هذا ما آمن به رفيق الحريري، وهذا ما أؤمن به أنا، ورمضان كريم عليكم جميعا إن شاء الله".