booked.net

تكريم معالي الوزير نهاد المشنوق

أقام رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان فطوراً صباحياً على شرف معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق و ذلك يوم الأحد الواقع فيه 25 أيار 2014 في فندق هوليداي إن - الدون  - فردان  تكريماً له على جهوده في خدمة بيروت وحفظ الأمن. وكان للرئيس في هذه المناسبة كلمة جاء فيها :

يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب شاكراً مشاركتكم في هذا الفطور، تكريماً لمعالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق، على جهوده الكبيرة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية. آمن ضيفنا المكرم بالنهج الوطني السيادي وهو من صقور السياسيين المطالبين بتحرير لبنان من محاور التبعية، وساند قضايا العرب المحقة وفي مقدمها قضية فلسطين وحق شعبها في العودة إلى أرضه، وآزر ثورتها ونهل من منابعها العزيمة والإصرار. كان مستشاراً نصوحاً للرئيس الشهيد رفيق الحريري ووفياً له ولنهجه. نفي واضطهد وهدد ومورست عليه أعتى أنواع التعسف، لكنه بقي صامداً مؤمناً بالله أولاً وبقناعاته، ولم يرضخ لكل المغريات والتقديمات. وجاء الزمن الذي طبقت فيه مقولة "لا يصح إلا الصحيح" حيث أولت الناس ثقتها للنائب نهاد المشنوق الآتي من عالم المبادىء والأخلاق التي سار عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن بعده الرئيس الشاب سعد رفيق الحريري.
صحيح أن الاستقرار الأمني كان نتيجة توافق سياسي، إلا أن ترسيخه على الأرض كان بحاجة إلى رجل يمتلك الشجاعة والحكمة، فأقدمت، يا معالي الوزير ومن دون تردد، على تطبيق خطة أمنية محكمة في طرابلس الفيحاء، أعادت إليها الأمن والأمان. ونأمل بأن تنجح خطة البقاع الأمنية في القضاء على عصابات القتل والخطف والتزوير والسرقة والمخدرات المنتشرة في مربع الموت. 

أما عن الأمن في بيروت فلا يغرنك أنه مستقر حالياً، إذ أن عناصر تفجيره ما زالت موجودة على الأرض وكامنة في النفوس. لذا، فإنني أكرر، مناشدة اتحاد جمعيات العائلات البيروتية لك للبدء في تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بها، وأهم ما نطالب به هو مداهمة مستودعات الأسلحة والذخيرة في كل أحياء العاصمة ومصادرة محتوياتها، وتسيير الدوريات الأمنية والعسكرية على مدار الساعة، واعتقال المطلوبين للعدالة، ومداهمة المقاهي الموبوءة وأوكار المجرمين والعصابات، ومحاربة آفة المخدرات في المدارس والجامعات، وإزالة اللافتات والشعارات والأعلام الحزبية من الشوارع، لأن في بقائها تحد لمشاعر البيارتة وإثارة لنفوسهم.
ومن القضايا التي تعانيها العاصمة أزمة السير الخانقة، ونحن على يقين أن حل هذه الأزمة بصورة مرضية يحتاج إلى إقامة الجسور والأنفاق ومرائب للسيارات وتطبيق قانون السير الجديد بعد انتشاله من الأدراج. وحتى تحقيق ذلك، نطالب شرطة السير بالتشدد في قمع المخالفات التي تعيق حركة انسياب السير. وحدث ولا حرج عن سائقي الدراجات النارية والبخارية، الذين يستبيحون الطرق ويعرضون حياة الناس للخطر، والمتسولين المنتشرين في الشوارع وعند تقاطع الطرق الرئيسية، والبضائع المعروضة على الأرصفة، وعربات الخضار المتجولة، والعوائق ومكعبات الإسمنت المنتشرة في الشوارع. ولا أعتقد أن إزالة هذه المخالفات تحتاج إلى قرار سياسي، بل إلى قيام القوى الأمنية بواجباتها. كما أناشدك بأن تولي إقامة سوق للخضار، الموعودة به العاصمة منذ سنوات، الاهتمام اللازم. 

يكمن الهدف الرئيس من إنشاء اتحاد جمعيات العائلات البيروتية أن يكون قوة ضغط فاعلة ومؤثرة في الساحة البيروتية، يتابع قضايا العاصمة ويهتم بشؤون أهلها. وحملت الهيئة الإدارية الحالية إلى المسؤولين هموم البيارتة، خصوصاً الغبن اللاحق بهم في الإدارة والمؤسّسات العامة، ووجدنا لديهم تفهماً وتجاوباً أنتجا تعيينات بيارتة في مراكز رفيعة في الدولة. ومن المعينين الذين تنتمي عائلاتهم إلى الاتحاد محافظ جبل لبنان المهندس فؤاد فليفل، وعضو المجلس الأعلى للجمارك الأستاذ أحمد الحلبي، ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي الدكتور فيصل شاتيلا. فمبروك لهم ولنا وللمعينين البيارتة الآخرين مراكزهم وثقة الدولة بهم، وشكراً لدولة الرئيس تمام سلام ولقائد مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وراعي الاتحاد الرئيس سعد الحريري الذي آل على نفسه خدمة بيروت والاهتمام بقضاياها، ومن هنا نقول له أننا سنبقى أوفياء لنهج شهيدنا الكبير، وسنبقى معك يا شيخ سعد على العهد والوعد. 

يتغنى اللبنانيون بالديموقراطية، وعند المفاصل المهمة تثبت قياداتهم السياسية فشلها في ممارسة الديمقراطية السليمة، وعجزها عن اتخاذ قرارات وطنية مصيرية من دون تدخل خارجي. وكنا نعلم منذ أشهر ان لا انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية، نتيجة صراع القيادات السياسية المارونية الرئيسة على الموقع الدستوري الأول في الدولة، ووضع مصالحها الخاصة فوق مصلحة الوطن العليا، وارتباط بعضها وبعض القوى المؤثرة الأخرى بالخارج، ما جعل الوضع اللبناني مرتبطاً بملفات إقليمية معقدة تحتاج بلورتها إلى أشهر عدة. وما حصل في الشهرين الماضيين كان بمثابة مسرحية لذر الرماد في العيون ولإيهام الناس أن انتخاب رئيس للجمهورية هو قرار لبناني صرف، بينما يعرف القاصي والداني أن قرارات لبنان المصيرية باتت، بفضل تخاذل اللبنانيين وخلافاتهم، في أيدي قوى إقليمية ودولية.  

نعم، سقطت الديموقراطية واهتزت الميثاقية وأهينت الكرامة الوطنية بخلو مركز الرئاسة الأولى، وأصبح لبنان منذ اليوم يعيش فراغاً رئاسياً، وينتظر توافقاً خارجياً على إسم رئيس عتيد قد لا يكون على قدر المسؤولية، أو يجسد طموحات اللبنانيين ويحقق تطلعاتهم. أما نحن فإننا نتمنى أن لا يكون للفراغ الرئاسي تداعيات سلبية على الأمن والسياحة والاقتصاد، أو ذريعة للبعض للمطالبة بمؤتمر تأسيسي جديد ينسف اتفاق الطائف وتوازناته السياسية والطائفية. 

وفي هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمر فيها لبنان، ندعو لك يا معالي الوزير بالتوفيق في تأمين الأمن والاستقرار للوطن والطمأنية والأمان للمواطنين. وفقك الله وسدد خطاك.