تكريماً لصاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان أقام اتحاد جمعيات العائلات البيروتية عشاءً يوم الجمعة ٩ كانون الثاني ٢٠١٥ في فندق هوليداي إن - دون - فردان، حضره معالي وزير البيئة الأستاذ محمد المشنوق ممثلاً الرئيس تمام سلام وأمين عام تيار المستقبل الشيخ أحمد الحريري ممثلاً الرئيس سعد الحريري والنائب الدكتور عمار الحوري ممثلاً الرئيس فؤاد السنيورة والوزيران اللواء أشرف ريفي والأستاذ رشيد درباس والنائبان المهندس محمد قباني والدكتور عماد الحوت ووزراء ونواب سابقون ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ومفتو المناطق وقضاة المحكمة الشرعية في بيروت ومدراء عامون حاليون وسابقون وشخصيات دينية وسياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية وثقافية واقتصادية وإعلامية ورؤساء العائلات المنضوية في الاتحاد ورؤساء اللجان فيه.
ألقى في هذه المناسبة رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان كلمة جاء فيها :
الحفل الكريم،
يسعدني أن أرحب بكم، بإسمي وبإسم اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، أجمل ترحيب، شاكراً مشاركتكم في تكريم رجل كبير من رجالات لبنان، يحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، وباحترام كل اللبنانيين وتقديرهم، إنه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان، حفظه الله.
عرفناكم يا صاحب السماحة عالماً وقوراً، طيب الأخلاق، عزيز النفس، حلو المعشر، دافىء اللسان وهادىء الطباع. وتميزت مسيرتكم في مؤسّسات دار الفتوى والقضاء الشرعي بالعطاءات والإنجازات، وأثبتم خلالها جدارة ونزاهة وترفعاً عن الأهواء، ورجاحة في العقل، وحصافة في القرارات، واحتراماً للذات وللمواقع التي توليتموها، وعدلاً في الأحكام، وعلماً متيناً في أصول الشريعة وعمق فهم لمقاصدها، وتطبيقاً دقيقاً لتعاليم الإسلام الحنيف، دين المحبة والتسامح والاعتدال والسلام، ورفض التطرف والعنف والإرهاب، وحرصاً على الوحدة الإسلامية، وانفتاحاً على المكونات اللبنانية الأخرى. ولا غرو بأن تتمحور مواقفكم وخطاباتكم منذ تبوأتم سدة الإفتاء في هذا الاتجاه، إذ أنها متجذرة في أعماقكم منذ انخراطكم في الشأنين الديني والوطني.
صاحب السماحة،
لقد كان لانتخاب سماحتكم مفتياً للجمهورية اللبنانية الأثر الطيب في نفوس اللبنانين، وأزال غمامة الانقسام عن الطائفة، وأعاد اللحمة إليها، والهيبة والوقار والدور الإسلامي والوطني القوي والمؤثر إلى دار الفتوى، والانسجام والتعاون بينها وبين المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى. والكل يعلم أن المهام الملقاة على عاتق سماحتكم كبيرة وجسيمة، لكننا على ثقة تامة أنكم جديرون بالقيام بها، وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا المتراكمة، لما تتمتعون به من حكمة وحنكة وإقدام. ومن القضايا التي أود الإشارة إليها وأنا على يقين أنكم تعملون على صيغ ملائمة لها: توسيع الهيئة الناخبة للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى من أجل ضمان صحة التمثيل، وتطوير المؤسّسات التابعة للدار ورفدها برجال نزهاء وذوو كفاءات عالية، وبناء مقر جديد للدار في أرض فردان يليق بالمقام وبالطائفة.
صاحب السماحة،
يعيش اللبنانيون هاجس الخوف والقلق على حاضرهم ومستقبلهم ومصير وطنهم، نتيجة الأوضاع العاصفة في المنطقة العربية، وخصوصاً في سوريا، وتداعياتها السلبية على لبنان، والأوضاع الداخلية غير المستقرة الناجمة من وقوع لبنان رهينة السلاح غير الشرعي، والتأزم السياسي، والتدهور الاقتصادي والتردي الاجتماعي.
ومن أجل تخطي الصعوبات التي يمر بها وطننا، والحفاظ على موقع الطائفة الرائد والمتقدم، نناشدكم، يا سماحة المفتي، استثمار إجماع الطائفة على شخصكم الكريم، لتولي الموقع الروحي الأول لها، في تعزيز وحدتها وتماسكها، والنهوض بها وإعلاء شأنها، واستعادة دورها المميز في لبنان ودنيا العروبة، كما كان أيام حبيب بيروت ورفيقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك بالتعاون مع قياداتها السياسية والاجتماعية والأهلية وخصوصاً مرجعيتها السياسية الرئيسة دولة الرئيس سعد رفيق الحريري.
كما نتمنى على سماحتكم تعزيز التواصل بينكم وبين المراجع الروحية للطائفة الإسلامية الشيعية الكريمة، التي تجمعكم بها صداقات متينة وعلاقات وثيقة، والعمل معها على جمع شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم وتوطيد أواصر الأخوة والمحبة بينهم. ونؤيد في مجال التواصل الإسلامي والوطني الحوار الجاري بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، آملين بأن يؤدي إلى إزالة الاحتقان في الشارع الإسلامي (السنّي والشيعي)، وفتح آفاق للخلاص من حالة الشغور الرئاسي، والتوصل إلى انتخاب رئيس تسوية للجمهورية، وبالتالي إلى عودة الاستقرار والازدهار إلى لبنان.
صاحب السماحة،
أنتهزها مناسبة طيبة لأجدد، أمامكم وأمام الجميع، دعم اتحاد جمعيات العائلات البيروتية المطلق لسماحتكم، ووقوفه إلى جانبكم، والتعاون معكم لما فيه خير الطائفة والوطن، خصوصاً وأنكم من عائلة بيروتية كريمة وإبن بار لبيروت المحروسة، مدينة الكرامة والعنفوان، بيروت الإمام الأوزاعي إمام العيش المشترك، بيروت الشامخة العريقة بوطنيتها والأصيلة بعروبتها. ويدعوالاتحاد، في الوقت ذاته، جميع أبناء الطائفة إلى مؤازرتكم والالتفاف حولكم، من أجل تعزيز دور دار الفتوى الفاعل والمؤثر في الساحتين الإسلامية والوطنية.
وختاماً أدعو الله تعالى أن يوفقكم في مسعاكم، ويسدد خطاكم، ويكلأكم برعايته وعنايته، ويكلل أعمالكم بالنجاح.
وألقى بعد ذلك سماحة المفتي دريان كلمة شاملة تناول فيها الأوضاع الإسلامية والوطنية والبيروتية ، ودعا فيها إلى إلى المحبة والتسامح والاعتدال وترسيخ العيش المشترك ونبذ التطرّف ورفض الإرهاب. ثم قدم له الاتحاد درعاً عربون محبة وتقدير.