booked.net

افطار رمضان 2014







أقام اتحاد جمعيات العائلات البيروتية إفطاره السنوي في فندق فينيسيا يوم الأربعاء الواقع فيه ١٦ تموز ٢٠١٤ م الموافق ١٨ رمضان ١٤٣٥ هـ  برعاية دولة الرئيس سعد رفيق الحريري الذي مثله أمين عام تيار المستقبل الشيخ أحمد الحريري، وشارك فيه وزراء ونواب  ومدراء عامون حاليون وسابقون وقيادات دينية وسياسية وعسكرية وأمنية وحشد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والإعلامية وعدد كبير من عائلات الاتحاد. وجرى خلال الإفطار تكريم الرئيس السابق للاتحاد السيد محمد خالد سنو ورجل الأعمال السيد جهاد العرب حيث قدم رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان درعاً لكل منهما تقديراً لجهودهما الداعمة للاتحاد. 
وألقى الدكتور زيدان كلمة جاء فيها:

يسعدني أن أرحب بكم، بإسمي وبإسم أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية، أجمل ترحيب، شاكراً مشاركتكم في إفطار الاتحاد، الذي يقيمه كل عام بهدف تعزيز التواصل بينه وبين أهلنا في بيروت. وأتقدم منكم في هذا الشهر الفضيل بأصدق التهاني وأطيب الأمنيات سائلاً المولى تعالى أن يتقبل منكم صالح الأعمال، وأن يكون هذا الشهر المبارك "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" شهر خير ويمن وبركة عليكم، وشهر أمن وسلام على بيروت المحروسة ولبنان الحبيب.

   تأسّس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية عام 1998 وبات الآن يشكل مرجعية شعبية للبيارتة، وهو يمارس أنشطة وطنية وثقافية واجتماعة، ويتابع مع أصحاب الشأن قضايا العاصمة الإنمائية والخدماتية والبيئية وشؤون أهلها. واستطاع الاتحاد المساهمة في تحقيق إنجازات عدة على أكثر من صعيد، كان آخرها تعيين بيارتة ذوي كفاءات عالية، ينتمي بعضهم إلى عائلات منضوية في الاتحاد، في مراكز رفيعة في الدولة. وأوجه من على هذا المنبر الشكر والتقدير لدولة الرئيس تمام سلام ولدولة الرئيس سعد رفيق الحريري، راعي الاتحاد وداعمه وراعي هذا الاحتفال، على تجاوبهما مع مطالب الاتحاد، التي هي في الوقت ذاته مطالب البيارتة، في رفع الظلم عن أهل بيروت. وأتوجه إلى دولة الرئيس سعد الحريري قائلاً إننا في شوق بالغ إليك، ونترقب عودتك إلينا وإلى محبيك سالماً في أقرب وقت، كي نتابع معك مسيرة الكرامة الوطنية.
   ونستذكر في هذه المناسبة راعي الاتحاد الأول الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أحب بيروت من كل جوارحه، وكان يتواصل مع عائلاتها ويتابع أخبارها ويهتم بأحوالها. لقد بنى فيها الطرق والمطار والمدارس والمستشفى الجامعي، وأعاد بناء الوسط التجاري على طراز مميز يضاهى في جماله المدن الراقية، لكن شاء القدر أن يفتدي الوطن بدمائه الطاهرة على أرضها، وأبت المدينة التي بادلته الحب بالوفاء والزعامة، إلا أن تضم جثمانه الطاهر في ثراها. رحمك الله يا أبا بهاء وجعل الجنة مثواك.

أيها الأحبة
  بيروت هي مدينة ذات تاريخ عريق فهي أم الشرائع، وملتقى الحضارات، وتفاعل الثقافات والأديان، وعاصمة الوطن ومركز قراره، ومقصد أبنائه، وعصب اقتصاده، ووجهة محببة للسياح والمستثمرين، يعيش أهلها والمقيمون فيها من كل الطوائف في وئام وسلام. بيروت التي انتفضت على المعتدين عليها في 7 أيار المشؤوم، وترفض المسّ بكرامتها والنيل من عنفوانها، بيروت الحب والجمال والحياة تنبذ الإرهاب وتدين العنف والتفجيرات الإجرامية، وأهلها هم أهل اعتدال وانفتاح ومحبة وتسامح وسلام، يؤمنون بالعيش المشترك الحقيقي وبالدولة ملاذاً وحيداً لهم، ويرفضون أي سلاح غير سلاح الدولة، فكل سلاح آخر، مهما تعددت أسماؤه، هو سلاح غير شرعي. 
   نحن البيارتة مع كل مقاومة تتصدى للعدو الصهيوني، وتاريخ بيروت مشهود له في مقاومة إسرائيل والعداء لها، لكننا نطالب بأن يكون سلاح المقاومة على الحدود الجنوبية وبإمرة الجيش اللبناني، وليس في بيروت والداخل اللبناني يستخدم في تهديد اللبنانيين والتسلط عليهم وعلى الدولة، وفي سوريا في الدفاع عن نظام ظالم مستبد يرفضه غالبية شعبها.

  أيها السيدات والسادة
   تعيش المنطقة في دوامة العنف بين أنظمة استبدادية تقمع شعوبها، ومنظمات إرهابية تكفّر المؤمنين، وحركات ثورية تطالب بالحرية والكرامة. وما زال جرح فلسطين ينزف منذ عقود طويلة، وما زال شعبها مشرداً ونساؤها وأطفالها يتعرضون للقتل الوحشي الممنهج، والعالم العربي والمجتمع الدولي في سبات عميق. ولغزة الصابرة الصامدة المقاومة تحيات إكبار واعتزاز. أما في لبنان وبدلاً من أن تتفق القيادات اللبنانية على الاهتمام بقضايا المواطنين وشؤونهم وشجونهم، وحماية لبنان من رياح الإقليم اللاهبة، وتحييده عن قضايا المنطقة التزاماً بإعلان بعبدا، إذ ببعضها يتصارع على النفوذ داخل طائفته غير مكترث بتداعياته على صعيد الطائفة والوطن، والبعض الآخر يزج بحزبه المسلح في حرب خارجية تنفيذاً لأهداف إقليمية، ضارباً بعرض الحائط سياسة النأي بالنفس التي كان قد وافق عليها. 

   والمعيب فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبقاء الموقع الدستوري الأول في الدولة شاغراً في انتظار توافق داخلي مستحيل على المرشح "أنا أو لا أحد" صاحب السجل الحافل في التطاول على المسلمين السنّة وعلى الرئيس الشهيد وخليفته، أو في انتظار تدخل خارجي لا يبدو قريباً. وأدى الشغور الرئاسي إلى ازدياد التأزم السياسي والجمود الاقتصادي والخلل الأمني، ونوجه من هذا المكان الشكر إلى معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق والقوى العسكرية والأمنية الذين استطاعوا بجهودهم ويقظتهم الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.  

   وختاماً أشكر كل من ساهم في رعاية هذا الإفطار وأخص بالذكر رؤساء الاتحاد السابقين ومصارف بيبلوس وعودة وفيرست ناشونال ومينا إنفست.  
عاشت بيروت عزيزة أبية مرفوعة الرأس وموفورة الكرامة.
عاش لبنان عربياً سيداً حراً مستقلاً.
ثم ألقى الشيخ أحمد الحريري كلمة تناول فيها الأوضاع العربية واللبنانية وموقف تيار المستقبل منها، والأوضاع البيروتية والاهتمام الذي يوليه التيار بها.